تعد اليمن أرضاً خصبة لتكاثر الجراد الصحراوي، وتشهد اليمن نشاطاً كبيراً للجراد الصحراوي يشمل معظم مناطق المحافظات الداخلية للجمهورية اليمنية الواقعة في كلٍ من: محافظة مأرب، ومحافظة الجوف، ومحافظة شبوة، ومحافظة حضرموت في الوادي والصحراء، ويمتد تأثيره إلى المناطق الساحلية مثل خليج عدن وسهل تهامة والمرتفعات.
ويعتبر مكافحة الجراد الصحراوي أمراً بالغ الأهمية، وذلك من أجل حماية المحاصيل الزراعية والحد من تضرر المزارعين والمزارعات من تداعيات هذه الآفة، بالإضافة إلى أن مكافحته تعزز الأمن الغذائي اليمني، وتحمي الغطاء النباتي، وتحسّن الإنتاج الزراعي، وتعزز الاقتصاد اليمني.
وتتكاتف الجهات الرسمية في اليمن بدعم من منظمات دولية وسعودية لتنفيذ خططٍ موسمية لمكافحة الجراد الصحراوي، والتي جاءت عقب عدة اجتماعات ولقاءات جمعت وزارة الزراعة اليمنية ووزارة الزراعة السعودية والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، لبحث إمكانية توفير الاحتياجات والإمكانيات المادية والبشرية والإدارية والعلمية والتسهيلات الضرورية لمكافحة هذه الآفة ومواجهة آثارها البيئية والزراعية.
*دعم سعودي وأممي*
اجتمع وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية المهندس أحمد بن صالح العيادة، ووفد من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، يوم أمس، مع وفد من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، لدعم أعمال مكافحة الجراد الصحراوي في اليمن، ومناقشة الوضع الحالي للجراد الصحراوي بالمنطقة والمملكة.
وقال المهندس ناصر الشهري مدير مشروع مكافحة الجراد الصحراوي في البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن: أن الاجتماع ركز على مكافحة الجراد في دول التكاثر ومنها اليمن لتدعيم إمكانياته لمكافحة هذه الآفة الخطيرة.
وأوضح المهندس الشهري أن الاجتماع ناقش الإجراءات التي قامت بها المنظمة للاستفادة من الدعم الذي قدم لعدة دول من المملكة، دعمًا لجهود المكافحة بتلك الدول واستعداداتها لمواجهة استمرار التفشي في ظل التوقعات للفترة المستقبلية القادمة.
وأفاد الشهري أن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن سيعمل على تقديم دعم لوجستي لوزارة الزراعة والري باليمن، بالإضافة إلى تقديم 5 سيارات و10 معدات تخييم و100 مرشّة ظهرية، و50 بدلة وقائية، و10 حقائب إسعافية و20 طناً من مبيدات الجراد الصحراوي، والمساهمة في نقل الخبرات والمعرفة لليمنيين.
ويعد هذا الاجتماع استمرارًا لاهتمام المملكة ودعمها لدول المنطقة في مكافحة الجراد الصحراوي الذي أثر على القطاع الزراعي في عدة دول، حيث تعتبر المملكة من أكبر الداعمين لدول هيئة مكافحة الجراد الصحراوي بالمنطقة الوسطى والتي تضم 16 دولة.
لقاءات يمنية سعودية
اجتمع ممثل من وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية وممثل من وزارة الزراعة والري اليمنية وممثل من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، بتاريخ 27/10/2020م، لاستعراض الخطة المقترحة لمواجهة مستجدات الجراد الصحراوي للموسم الشتوي الحالي من أكتوبر 2020م وحتى أبريل 2021م، وتم التنسيق لعمليات المسح الميداني وعمليات الرش مع الجهات المعنية بالمحافظات اليمنية.
وأكدت الأطراف على ضرورة سرعة مكافحة الجراد وتطبيق إجراءات السلامة والوقاية خلال عمليات الرش، ونقل المعرفة والخبرات الآزمة لليمنيين.
تكامل تنموي فعّال
يواصل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن دعم القطاعات الحيوية والإنتاجية في الجمهورية اليمنية، لحل المشاكل البيئية والزراعية والمائية من خلال مشاريع نوعية، بالتعاون مع السلطات المحلية في المحافظات وبالتنسيق مع الحكومة اليمنية.
ويساهم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في تحسين ظروف المعيشة اليومية في اليمن من خلال تفعيل مبادرات وبرامج تنموية تسهم في استدامة المشاريع وتعزيز الممكنات الاقتصادية وتحسين الخدمات الحيوية ضمن استراتيجية تنموية فاعلة، ومن ضمن المبادرات التنموية: حملة "عدن أجمل" للإصحاح البيئي، ونشاط للبرنامج ضمن اهتمامه بالإصحاح البيئي في محافظة مأرب يشمل عمليات الرش والتعقيم، وحملة الوقاية والتعقيم في محافظة حضرموت.