عسل اليمن... ملك العسل بلامنازع

تقارير وحوارات
قبل 3 سنوات I الأخبار I تقارير وحوارات

لم يكن اليمن البلد الوحيد الذي عرف بإنتاج العسل قديماً وحديثاً، الا أنه الأول في سمعة الجودة والتميز في المذاق والخصائص، فضلاً عن القيمة الغذائية والعلاجية.

 

فنادراً ما يذكر العسل إلا ويكون مقروناً بالعسل اليمني الذي أصبح أشهر من نار على علم لأي زائر لليمن ومريض يطلب التداوي.

 

 

يمتلك  الحاج محسن أكثر من ثلاثمئة خلية نحل يتنقل بها في "المراعي" بين محافظات عدة سعياً وراء تنوع الأزهار الجبلية والسهلية. يقول لـ"النهار العربي: "نرعى هذا النحل في مراعيه ولكل موسم مرعى يجني منه الثمار لينتج لنا عسلاً مختلفاً شكلاً ومضموناً".

 

ويضيف: "العسل اليمني أنواع كثيرة أبرزها: عسل السدر، السُمر، القرض، الصال، والمراعي المختلفة. وجودة العسل اليمني لم تأتِ من فراغ، فنحن نبذل جهوداً كبيرة لتوفير هذا العسل بالقيمة والجودة المطلوبة من المستهلكين، فنتنقل في الشعاب والسهول ومن منطقة الى اخرى كي نحصل على العسل بجودته الحالية".

 

والعسل اليمني كان منذ القدم  ضمن أربع أشهر الصادرات التي تميز بها اليمن وهي: البن، اللبان، البخور، والعسل.

 

ويعد عسل السدر اليمني من أفضل وأغلى أنواع العسل عالمياً بسبب جودته. وجاء في دراسة أعدتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية أن منظمة الفاو تشير إلى أن متوسط سعر التصدير للكيلو الواحد من العسل الطبيعي في نطاق التجارة العالمية يعادل 1.03 دولار في حين أن العسل اليمني، وبخاصة السدر الخالص يصدر بسعر 68.39 دولاراً للكيلو الواحد.

 

وترجع ليزا محمد جودة العسل اليمني الى تضاريس اليمن المتنوعة التي تتيح لراعي النحل التنقل بينها وإنتاج أجود الأنواع.

 

 

تقول ليزا لـ"النهار العربي": "أحب العسل اليمني كثيراً، خصوصاً عسل السُمر الذي نستخدمه وجميع أفراد العائلة علاجاً طبيعياً للعديد من الأمراض المنتشرة. وهذا العسل يتميز بسعره المناسب لقدرتنا الشرائية فضلاً عن فوائده العلاجية القيمة لذلك نفضله عن غيره".

 

ويمر انتاج العسل اليمني بمراحل عديدة تبدأ بشراء الخلايا التي تضم "جيوش" النحل ثم تأتي بعدها مرحلة رعاية هذه الخلايا من خلال نقلها الى أماكن مراعيها لكي تتكاثر قبل مرحلة نقل الخلايا التي أصبحت جاهزة الى مراعي العسل حيث تترك لمدة لا تزيد على شهر فقط ثم يتم استخراج العسل.

 

والعسل اليمني الجاهز الذي نشاهده في السواق لا يأتى بهذه السهولة. فبعد المراحل الآنفة الذكر تأتي مرحلة فرز العسل من داخل لخلايا الي علب بلاستيكية كبيرة من طريق التسخين. بعدها يتوج العسل في مرحلته الأخيرة وهي تعبئته في علب مختلفة الأحجام بحسب طلب السوق.

 

وتختلف أسعار العسل اليمني بحسب اختلاف أنواعه ومواسمه. يأتي عسل السدر بكل أنواعه في المقدمة، إذ يصل حالياً سعر الكيلو الواحد الى أكثر من 70 دولاراً بينما تصل قيمة عسل السُمر والقرض والصال والأنواع الأخرى الى ما بين 20 و 40 دولاراً فقط للكيلو الواحد.

 

 

"نشتري العسل اليمني من رعاة النحل مباشرة تجنباً للغش الذي بدأ يظهر في الأسواق حالياً"، يقول عبدالله ناصر بائع العسل اليمني الذي يمتلك محل "خليتي" في مدينة عدن لـ"النهار العربي".

 

ويتابع ناصر: "السوق يضج بالعسل المتنوع الذي يدخل غالباً من البلدان المجاورة وهو رخيص الثمن لكنه ليس بجودة العسل اليمني. فالعسل الكشميري مثلاً يستورد بأسعار زهيدة مقارنة بالعسل اليمني".

 

وتشتهر مدينة دوعن في حضرموت بشكل خاص بعسل السدر، لكنه ينتج أيضاً في كل المدن اليمنية لتوافر شجرة السدر في اليمن بكثرة.

أما عسل السلم فتشتهر به السواحل الغربية من أرض تهامة حيث أظهرت أبحاث أنه لا يرفع نسبة السكر لدى مرضى السكري. وهذا النوع لا يوجد إلا في اليمن فقط.

 

 

وينتج عسل السمُر في معظم مناطق اليمن، ورغم رخص ثمنه، تعزى إليه قدرة الشفاء من أمراض كثيرة كما ورد في الطب الشعبي. وينتج عسل الضبة من أشجار الأكاسيا المنتشرة في المرتفعات الجبلية في اليمن ويطلق عليه عسل المراعي وعسله ذو قيمة غذائية وعلاجية وهو عسل رخيص.

 

ويختلف مذاق العسل بحسب أنواعه، فعسل السدر معروف بطعمه الشديد الحلاوة، في حين أن عسل الصال يعرف بطعمه اللاذع الحار جداً الذي يمنح الجسم حرارة كبيرة، لذا يعتبر بشكل خاص علاجاً فعالاً لأمراض الصدر.

 

ويمكن التعرف الى العسل اليمني والتمييز بين أنواعه من خلال الرائحة واللون والطعم. وهو ما يتميز به النحالون وخبراء العسل والتذوق.