رحل عنَّا بغتة الإعلامي الألمعي ، والمسؤول النشط والمحترم ، والإنسان المهذب والرائع ، الأستاذ خالد صالح حسين ، وكيل أول وزارة الشباب والرياضة ..
عرفته لأعبًا في نادي الصمود الضالعي ، في أزهى عصره وألقه خلال حقبة الثمانينات ، ومن ثم كاتبًا بديعًا في صحيفة الرياضة الأسبوعية الصادرة عن مؤسسة الثورة ، إلى جانب تحريره للصفحة الرياضية في صحيفة " الثوري " فترة زمنية طويلة ، وأعطاها القًا وتميزًا ، وكمراسل لمجلة الصقر القطرية إبتداء من منتصف الثمانينات .
كان إداريًا محنكًا ومحبوبًا من كل مكاتب واتحادات وأندية اليمن ، فتعامله الراقي والحيوي مع الجميع أبقاه مسؤولًا في وزارة الشباب والرياضة ، رغم تقلبات الزمن والسياسة ، ولحد أن وجهه وحيويته وابتسامته صارت من ثوابت وزارة الشباب والرياضة ، الوزارة التي نذر أفضل سني عمره في خدمة شبابها ورياضتها . كما وسخَّر جُلّ جهده وفكره ووقته لأجل النهوض بالرياضة ودونما تثنيه نوائب الدهر أو تنال من عزيمته أو تقهرها الظروف المحيطة المحبطة .. لا اعتقد أن اثنين سيختلفان حول شخصية الراحل المهنية أو السياسية أو الحياتية ، فأيًا كانت وجهات النظر مختلفة ومتباعدة وأحيانًا متضادة ، إلَّا أن أبا يوهان ظلَّ نقطة التقاء واتفاق موصلة لكل قطيعة ،ومزيلة لكل شقاق وخلاف . فتعاطيه المتحضر والمنفتح أبقاه على مسافة واحدة من الجميع .
ما من منشور عميق ودال وذي قيمة إلَّا وكان خالد معقبًا عليه ، فلديه مخزون وافر من المعلومات والعلاقات ، ما جعلته يرد ويعقب وبأسلوب راقٍ حاذق ، فتارة وجدته داعمًا لهذا الموضوع بالمزيد من الفائدة ، وتارة معاتبًا وناقدًا ،ولكن بذكاء شديد ، وبسمو متسامح لا ضغينة فيه .
يرحمك الله يا صديقي الجميل ، ويغفر لك ويسكنك الفردوس الأعلى ، وليعصم قلوبنا جميعًا أهلك وذويك وأصدقائك ورفاقك ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
محمد علي محسن