لاشك في أن كل إنسان على هذا الكوكب يريد أن يعيش برفاهية وبسعادة مطلقة، وأمن دائم، وأمان مستمر..فكل هذه الأشياء غريزيه وبالفطره، والإنسان وحده من يقف "بالغالب" عائقاً أمام تحقيق هذه الإحتياجات الأساسية والضرورية، وقد يتسائل البعض كيف يمكن للإنسان أن يمنع عن نفسه هذه الأشياء، ويكون عائقاً أمامها!والإجابه بسيطة جداً، فغياب الوعي والتعليم والتنشئة السليمة والصحيحة للفرد منذ البداية والتي يكون مسؤول عنها في المقام الأول الأسرة بإعتبارها نواة أي مجتمع والركيزة الأساسية فيه، فإذا لم تستطع هذه الأسرة أن تقوم بالتنشئة والبناء الصحيح والسليم لهذا الفرد وغرس القيم الدينية والأخلاقيه فيه والتوجيه الصحيح له، سيؤثر هذا الفرد سلباً في المجتمع مع مرور الوقت، فالإنسان عندما يكون طفلاً فهو كالعجين تشكله كيف تشاء! فهذا الجهل والتخلف واللاوعي الذي نعيشه في مجتمعنا، يؤكد وبشكل قاطع أن الخلل كله من الأساس والنواة الرئيسية(الأهل) الذين لم يعودوا يبالوا بأبنائهم وبالرعية التي استرعاهم الله عليها والذي هم مسؤولون عليها يوم القيامة، أضف إلى ذلك إنتشار السلاح والمخدرات والسرقة والقتل وأشياء كثيرة لاتخفى على أحد، فإذا كان الخلل من الأساس نفسه ،كل بناء نبنيه سينهار فوقنا،لذلك يجب علينا تقوية هذا الأساس وتدعيمه وإصلاح كل الإختلالات فيه من أجل أن نستطيع البناء فوقه بثقه، وأيضاً يجب العمل على منح الفرص الحقيقه لأبناء المجتمع وإعطائهم حقهم غير منقوص من ناحية التعليم والرعاية الصحية وخلق بيئة مناسبة لهذا الأمر..وقبل أن أختم مقالي، أريد أن أعطيكم مثالاً حياً وحقيقياً و بسيطاً: الشيخ زايد (رحمة الله عليه)، عندما وحّد الإمارات في السبعينيات، عمل رؤية لهذا البلد مدتها خمسون عاماً، ولكي تنجح هذه الرؤيه ويضمن إستمرارها حتى بعد وفاته عمل على شيء مهم جداً! لو لاه لما كانت الإمارات على ماهي عليه اليوم!، وهو الإستثمار في الإنسان، فقبل أن يستثمر في الأرض، استثمر بمن يمشي على الأرض، حتى اصبحت هذه الأرض القاحله هي مانراه اليوم من تطور وتقدم اصبح نموذجاً عالمياً تحتذي به الدول، ومن هذه الدول السعودية ومصر والذين أيضاً لديهم رؤيه وهم بصدد تحقيقها، فمتى تكون لنا رؤيتنا الخاصة التي تنتشلنا من وضعنا المزري، والتي لن نستطيع تحقيقها إلا إذا عرفنا كيف نستثمر في الإنسان؟!.