15 أغسطس 2007م ، إنه يوم ولادة نجمة من نجوم اليمن التي تلألأ بريقها منذ يومها الأول وذيع صيتها في ربوع اليمن بسرعة أذهلت الجميع بما فيهم إدارة القناة نفسها ، نتحدث هنا عن قناة السعيدة الفضائية اليمنية بوابة اليمن الثقافية والاجتماعية وحتى السياسية المفتوحة على العالم ، عالما تسبح في سمائه آلاف القنوات الفضائية ، وكل يحمل في جعبته سياسته الخاصة لدولة ما أو مجتمع ما أو حتى لشركات أو أفراد ، وكأي قناة تليفزيونية في هذا العالم الفسيح التي حولته تكنولوجيا الاتصالات إلى قرية صغيرة ، كانت لقناة السعيدة سياستها التي درست بدقة وتأني من قبل متخصصين قبل بثها.
فقد حملت قناة السعيدة على عاتقها هموم ومشاكل المواطن اليمني كأولويات لسياستها ، ونقل تلك الهموم والمشاكل إلى المسؤولين الحكوميين ومتابعتها بكل شفافية وحل الكثير من تلك المشاكل من خلال إصرار إدارة القناة على مقابلة المسئولين الحكوميين شخصيا ومحاورتهم فيما يخص حقوق المواطن اليمني وتحسين مستوى معيشته ، كما لعبت القناة دورا كبيرا في توصيل رسالة يمن العراقة والحضارة والتاريخ إلى العالم ، لا سيما أشقائنا العرب لترفع قناة السعيدة عبر برامجها الشيقة الستار عن زوايا جغرافية وتاريخية وحتى اجتماعية ربما كان البعض يجهلها عن وطنا اسمه اليمن يتربع على جغرافية تقدر بـ 550 ألف كيلو متر مربع ، وتحتضن أراضيه ما يقارب من 28 مليون نسمة ، وله حضارة ضاربة في أعماق التاريخ ، كما ولنا الشرف والفخر كيمنيين بأن سورة في القرآن الكريم تحمل اسم دولة يمنية قديمة وهي دولة سبأ ، وفي إشارات لبعض آيات قرآنية توضح لنا عظمة الحضارة التي كانت تتمتع بها تلك البقعة من كوكب الأرض في وقت كان العالم بأسره تقريبا غارقا في الجهل والتخلف إلا من بعض الحضارات القليلة جدا بالطبع.
« إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ». في إشارة إلى الملكة بلقيس ملكة دولة سبأ. « قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ». صورة رائعة من صور (الديمقراطية) إلى آخره من الآيات القرآنية.
يمر اليوم يمننا الحبيب بحروب وأزمات للأسف مزقت المجتمع ودمرت البنية التحتية للبلاد ، وبرغم كل تلك المآسي التي تحمل في طياتها &أجندة خطيرة& لتفتيت الوطن وتحويله إلى دويلات ضعيفة ، وبكل أسف ساهمت بعض القنوات اليمنية عن قصد أو غير قصد في (إضعاف وتفكيك الدولة اليمنية) من خلال انحيازها لتلك المجموعة السياسية أو تلك.
ووسط كل هذه العواصف والمنعطفات التي وضعنا فيها كانت قناة السعيدة هي شعاع الأمل الذي يأبى أن ينطفئ ليلتمس المجتمع اليمني طريقة عبرها ، كما أن قناة السعيدة كانت عصية على من يريدون لها الانحياز لطرفا من أطراف النزاع وأبت أن تفرط بقيمها ومبادئها وظلت محافظة على إخلاصها لوطنها اليمن ، وكانت ومازالت وستبقى إن شاء الله خير داعم لمجتمعنا اليمني.
فبرغم الصعوبات والأخطار إلا أننا نرى مراسلين القناة يجوبون كل محافظات اليمن شرقا وغربا وشمالا وجنوبا دون تمييز فئة عن أخرى أو محافظة عن غيرها من المحافظات ، ولعل سياسة &العدالة الاجتماعية& تلك التي تنتهجها قناة السعيدة كانت سببا في التفاف المجتمع اليمني حولها ، كيف لا وهي من نقلت لنا صورا من مناطق نائية في يمننا الحبيب لنتعرف على تلك المناطق عن قرب ، وكيف يعيش أهلنا في تلك المناطق.
وعلى سبيل المثال نقلت لنا قناة السعيدة صورا بمنتهى الروعة والجمال في جزيرة سقطرى الحبيبة ، تلك الجزيرة اليمنية الرائعة الجمال والتي للأسف أهملتها الحكومة على الرغم من أهميتها الكبرى جغرافيا وسياحيا ، وهي تعد ضمن أربع جزر نادرة في العالم ، وأقل ما يقال عنها بأنها جنة من جنان الخالق سبحانه وتعالى على أرضه دون أدنى مبالغة.
أما اجتماعيا ، فقد غاصت قناة السعيدة في أعماق المجتمع اليمني بشتى فئاته دون غيرها من القنوات فاتحة بذلك كل الملفات التي تمس المجتمع اليمني بطريقة مباشرة ، ولم تنسى أو تتجاهل تلك الفئة المهمشة تهميشا حقيقيا في كل مجالات الحياة ، وكلنا كيمنيين نعرف ذلك ، بل ونعيشه واقعا في حياتنا اليومية ، فأظهرت لنا قناة السعيدة بدافع من ضمائر مسئوليها وهم يقينا على قدر كبير جدا من الثقافة والمصداقية أظهرت لنا تلك الزاوية المأساوية التي حشرت بها تلك الفئة من المجتمع اليمني على مدى سنوات طويلة محاولة بذلك لفت نظر المجتمع اليمني برمته على أن هناك جزء من مجتمعنا لم يأخذ حقه بسبب ممارسات خاطئة ونظرة غير صحيحة تجاه تلك الفئة من المجتمع اليمني.
ستبقى قناة السعيدة الفضائية الشمعة التي تحترق لتنير لمجتمعنا الطريق لطالما فيها تلك الضمائر التي تنادي بالحق والحرية والعدالة.