السفير عبد الله ناصر مثني يكتب / عن الراحل الدكتور عبد العزيز الدالي

اختيار المحرر
قبل 4 سنوات I الأخبار I اختيار المحرر

رحل الدكتور عبد العزيز الدالي بعد حياة حافلة بلعطاء ارتبط اسمه منذ الستينات بتاريخ النضال الوطني لثورة ١٤ اكتوبر المجيدة وقد شغل العديد من المناصب منها نائب لوزيرالصحة ثم وزيراً لصحة وبعدها سفير في موسكو ثم وزيراً للخارجيه في مطلع الثمنينات ومن عام تسعين حتى اربعه وتسعين وزير الدولة للشؤن الخارجية وقد عرف خلال هذه الفترة بلوضوح والهدوى الكبير والادب الرفيع والزهد في المال العام والمنصب ، رجل سياسي ودبلوماسي كان البعض من رفاقه يحسدوه على خلقه وتواضعه الرفيع فكان متحدثاً بارع ومحاور متمكن. عرفته عن قرب بحكم ترؤسي لدائرة الامن التي تأتي في هيكل الوزارة تحت قيادة الوزير مباشرةً، وقد رافقته في عدد من جولاته العربية والخليجية وكانت اول جولة قام بها بعد احداث عدن الدامية في عام ٨٦ الى السعودية والإمارات وعمان والبحرين وقطر والكويت وكنت حاضرً في كل لقائاته مع نظرائه في دول الخليج ومع قادة تلك الدول ما ادهشني في تلك الرحله حفاوة الاستقبال و الاحترام والتقدير الذي حضي به من الجميع وفي الرياض استقبله المرحوم سعود الفيصل اسفل سلم الطائرة واصطحبه بسيارته الخاصة، إلى مقر اقامته كانت الزيارة مهمة بعد احداث دامية شهدتها جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبية. اطلع القيادات السعودية عن طبيعة الاحداث بشفافية وبصدق وبطريقة سلسة وقد استمعو اليه بكل اهتمام وعند مغادره الرياض حرص المرحوم سعود الفيصل على ايصاله وتوديعه الى سلم الطائرة وقد كانت وجهته الثانية بعد الرياض الى ابو ظبي وفي ابو ظبي استقبل بترحيب كبير وإلتقا الشيخ زايد رحمه الله بمنطقة العين و استمع الشيخ زايد لدكتور الدالي بكل اهتمام الذي اطلعه على ادق التفاصيل التي جرت في عدن واذكر حينها إن الشيخ زايد ساله عن وجهته القادمة فاخبره الدالي بانه سيكمل زيارته لبقية دول الخليج فوجه الشيخ زايد رحمه الله بترتيب طائرة خاصة لاستكمال جولته الخليجية ولاحظت بان القيادات الخليجيه كانو مهتمين للاستماع الى الدكتور الدالي بحكم إطلاعه على مجمل التطورات التي حدثة في عدن وفي الكويت استقبله الشيخ صباح وزير الخارجية حينها عند سلم الطائرة واخذه بسيارته الخاصة الى منزله الشخصي وكان الشيخ صباح مهتم بمعرفة الكثير عن ما جرى في جنوبنا الحبيب . الدكتور الدالي تحمل صعوبات كبيرة أثناء قيادته لوزارة الجارجية من بعض الصقور في الحزب والدولة الذي كان لا يعجبهم هدوى ورصانة الدكتور الدالي في إدراته لوزارة الخارجية والبعثات الدبلومسية، نجح في تخطي كل الصعاب بكل اقتدار، وقد ملىء كرسي وزير الخارجية أثناء فترة عمله كوزير للخارحية وأثناء الحوار على دمج وزارتي الخارجيه في الجنوب والشمال عام تسعين واجه الكثير من المعوقات لاكنه تمكن في الاخير من الحصول على النص من البعثات الدبلماسية في الخارج للجنوب دفع ثمن باهض لوقوفه على عدم التنازل عن بعض البعثات المهمة وعند انتقاله إلى صنعاء كوزير الدولة للشؤون الخارجية فرض عليه حصار شديد في وزارة الخارجية في صنعاء ولم يسمح له حتى بمقابلة رائيس بعثه عربيه او اجنبيه وإعطيت توجيهات صارمه لمدير مكتبه الذي فرض عليه من صنعاء ودائرة المرسيم بعدم تحديد اي مواعيد مع اي سفير او مبعوث كما ان مدير مكتبه هو الاخر لم يسمح لاي سفير جنوبي في مقابلته وتعامل مع هذي الممارسات بكل صبر وكل هدوى. الدكتور الدالي نظيف اليد لم تتوسخ يده يوماً بلمال العام او باي مغريات طيلة حياته العمليه والسياسيه زار بيروت بعد خطاب عفاش الناري في ميدان السبعين في ٢٨ ابريل في العام ٩٤ م وإلتقا رئيس الوزراء رفيق الحريري والرئيس اللبناني إلياس لهراوي واثناء الحديث مع الرئيس لهراوي تسائل الرئيسي عن خطاب الحرب الذي اعلنه صالح في صنعاء وقال هل انتم ذاهبون الى حرب اهلية اذا كانت اليمن ذاهبه الى حرب إهلية فنحن جربنا الحرب الاهلية في لبنان ١٦ عام ونحن في لبنان ذقنا مرارة الحرب وقال له : بلغ الرئيسي صالح انني ادعوه لزيارة لبنان ليرى بعينيه ماذا خلفت الحرب الاهلية، غادر الدكتور الدالي على الخطوط اللبنانيه عائدن الى عدن وانشعلة الحرب وكانت الطائره اللبنانيه قد وصلت إلى فوق ذمار وابلغة من برج المراقبه بان المطار قد اغلق في عدن فعادة وهبطت في جده فنزل الدالي هناك تقطعت به السبل وبقي في المطار ليس لديه من المال ما يكفي لقيمة تذكرة الى القاهرة لولا بعض الزملاء الجنوبين بادرو في القنصلية في توفير له السكن حتى تمكن من المغادرة الى القاهرة ومنها عاد الى ابو ظبي وبقي هناك بضيافة الشيخ زايد رحمه الله هكذا عاش الدكتور الدالي انساناً شريفاً نظيفاً ليس لديه ارصدة مالية لا في الداخل ولا الخارج ارغمته ضروف الحياة بان يفتح عيادة اسنان في منزله الشخصي عمل بكل اخلاص في تقديم المشورة والرئي السليم لقيادة المجلس الانتقالي في الوصول الى تطلعات شعب الجنوب في عودة دولتهم الوطنية. عاش الدكتور عبد العزيز الدالي شخصاً وطنيً مشبع بلانسانية والقيم ومخلص لقضية الجنوب العادلة رحمك الله يا ابا هاني واسكنك الله فسيح جناته

القاهرة/ ١٨/ سبتمبر