يتعهد الأزواج بمشاركة الحياة في السراء والضراء أو "بحلوها ومرها"، ولكن توصلت دراسة علمية جديدة إلى أن هذا الاتفاق يمتد أيضًا من الحب والأحاسيس المعنوية إلى الحياة الصحية بشكل لا إرادي ليشمل صحة القلب والمخ.
وبحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية، أثبتت نتائج الدراسة، التي أُجريت على أكثر من 5000 من الأزواج المقيمين في الولايات المتحدة، أن 79% من الأزواج والزوجات يصنفون في فئة أصحاب صحة "غير مثالية" للقلب.
وأشارت الدراسة الأميركية إلى أن الأسباب ترجع بشكل عام إلى أن الأزواج والزوجات يتشاركون في نفس عوامل الخطر، والتي يمكن أن تزيد من احتمالية حدوث إصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية، وذلك لأنهما يتبعان عادة روتين حياة غير صحي مع نظام غذائي فقير وعدم ممارسة التمرينات الرياضية بشكل كافٍ.
شراكة في المشاعر وصحة القلب
يقول الباحثون إن أهمية الشريك الآخر في العلاقة لا يمكن التقليل من شأنها عندما يتعلق الأمر بضمان صحة القلب. وتعلق دكتورة سامية مورا من مستشفى بريغهام في بوسطن: "توقعنا رؤية بعض عوامل الخطر المشتركة، ولكن كان من المفاجئ أن نرى أن الغالبية العظمى من الأزواج كانوا في فئة غير مثالية لصحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام". وطرح الباحثون أسئلة على المشاركين في الدراسة حول نمط حياتهم مع الاستفسار بشكل خاص عن حالات التدخين وممارسة النشاط البدني والنظام الغذائي إلى جانب قيام وتحليل مؤشر كتلة الجسم والكوليسترول الكلي وضغط الدم ومستويات الجلوكوز في الدم. تم إجراء فحص شامل لدرجة صحة القلب والأوعية الدموية.
وذكر الباحثون أن هناك ثلاثة تصنيفات محتملة لصحة القلب، وهي تصنيفات "مثالي" أو "متوسط" أو "ضعيف".
المتزوجون يتشاركون أيضا حالة صحية متماثلة للقلب
العادات والأنشطة المشتركة
وأشارت النتائج إلى تصنيف 12% فقط من المشاركين في الفئة المثالية و79% من الأزواج صُنفوا على أنهم "غير مثاليين" عند الربط بين نتائج حالاتهم وزوجاتهم. فعندما قام الباحثون بتقييم كلا الشخصين المرتبطين بعلاقة زوجية معًا، تبين أنه في أكثر من نصف عدد المشاركين، يعاني كلا الزوجين من نفس عوامل الخطر.
ويعزو الباحثون تلك النتائج إلى أسباب من بينها اتباع عادات وممارسة هوايات وأنشطة مشتركة تؤدي بنهاية المطاف إلى تأثيرات متشابهة على صحة الزوجين.
عدوى التغيير للأفضل
وتم تكرار فحص النتائج مع فرز الحالات، التي شهدت قيام أحد الزوجين بتغيير جذري في حياته مما أثر على درجة التعرض لمخاطر الإصابة بأمراض القلب، على سبيل المثال، الإقلاع عن التدخين أو التخلص من السمنة والبدانة أو زيادة النشاط البدني أو تحسين النظام الغذائي، وتبين أن الشريك الآخر يكون أيضًا أكثر احتمالًا للقيام بنفس الخطوة.
ويوصي الباحثون في ضوء تلك النتائج أن يتم اتباع استراتيجيات لتوجيه النصح والتوجيه للأزواج معًا أو للعائلات بكامل أفرادها، بدلاً من المفهوم السائد بالتعامل مع الأشخاص بشكل فردي، موضحين أنه من المهم أن يدرك الأشخاص مدى تأثير صحتهم وسلوكياتهم على صحة شريك(ة) الحياة وأبنائهما أو أقرابهما، الذين يعيشون معهم، بما يساعد في تحسين صحة الجميع.
الوفيات المبكرة بسبب الطلاق
وتوصلت دراسة علمية سابقة، أجريت منذ عامين، إلى أن الزواج يؤدي إلى حالة صحية أفضل، في حين تبين أن الطلاق يؤدي إلى وفيات مبكرة محتملة بنسبة تصل إلى 47%.
وكشفت نتائج الدراسة أن الانفصال عن الزوج(ة) يزيد من خطر الوفاة مبكرًا بسبب احتمال قيام المطلقين بالتدخين أو عدم ممارسة الرياضة.
وتُرجع الدراسة سبب اتباع تلك السلوكيات من جانب المطلقين أو المطلقات إلى تراجع رضاهم عن الحياة.
فيما تعزو نتائج أبحاث أخرى سابقة كون الأشخاص أكثر عرضة للوفاة في سن مبكرة بعد الطلاق إلى أنهم يعيشون وحيدين بعيدًا عن الزوج أو الزوجة التي كانت تنصحهم طوال الوقت بضرورة اتباع أنماط حياة صحية.